سفرها المتعدد يؤثر بشكل كبير على إبداعها. فهي تتطور في التنوع و تتجاوز التوقعات التقليدية. بالنسبة إلى ثريا العلوي، فإن الفن يتغذى من فضول دائم تجاه العالم و من الثقافات المختلفة ويُنظر إليه على أنه حوار عالمي.
لقاء
م ح ث: ما السبب وراء اختياركِ لعنوان “الأصل” لهذا المعرض؟
ثريا العلوي: هو قبل كل شيء تكريم لأصولي ولبلدي بكل مكوناته وجذوره الثقافية. كلمة “أصل” تعني أيضاً أن لوحاتي هي أصلية وليست نسخاً، وكأنها انتقلت من الأصل إلى الأصل.
الأصل هو المكان الذي تبدأ فيه الحياة. الروائح الأولى، الكلمات الأولى، أشعة الشمس الأولى، الألوان الأولى، هنا يبدأ العالم بأخذ شكله ومعناه.
الأصل هو أساس وقاعدة الحياة، إنه المكان الذي تنمو فيه الجذور. لقد تعلمت من الثقافات الأخرى، أن الجذور هي من تجمع كل المشاعر والتبادلات والتجارب الحية وهذا ما يمنحني الدعم.
م ح ث:: ما الأسلوب الفني الذي تنتمي له إبداعاتك؟
ثريا العلوي: سأقول أنني أعبر عن نفسي بأسلوب تعبيري معاصر من القرن الواحد والعشرين. أنا ملتزمة بالتعبيرية.
م ح ث:: هل تتغير تركيبة إبداعاتك حسب الموضوع؟
ثريا العلوي: بالتأكيد تتغير التركيبة حسب الموضوع. يتغير المحتوى أيضًا، لكن الملامح الرئيسية للأسلوب تظل خاصة بنهجي. بالنسبة للصور التعبيرية، هناك استخدام حر للألوان والأشكال، مع تفضيل الألوان غير الممزوجة واستخدام الأشكال المشابهة لتلك الموجودة في النقش، وأدرج أيضًا أشكالًا تشبه الأشياء التصويرية مع حلحلة المنظور التقليدي. تتطور الصور التعبيرية حتى تصل إلى التجريد.
م ح ث:: هل الأشكال والرموز مهمة في هذه التركيبة؟
ثريا العلوي: الفن وسيط، وبحسب الحالة المزاجية، تتغير الألوان والأشكال والأبعاد. يأخذ تعبير اللوحة شكلًا آخر، يعتمد هذا التعبير على الوضع الجغرافي والثقافي والعاطفي والبيئي. إن تأثير الطبيعة والطقس والشمس والمطر والبحر والرياح، يمنح إبداعاتي تغيراً و تنوعاً. الأشكال والرموز ضرورية بالفعل لأنها تبعث رسائل إلى عشاق الفن وأولئك الذين يهتمون بالفنون الجميلة.
م ح ث:: نهجك الفني يتغير، لماذا ؟
ثريا العلوي: منذ بداية مسيرتي المهنية، كنت دائمًا أواجه تغييراتِ وتحدياتِ وتطورًا، من المهم جدًا بالنسبة لي أن أرى فني يتطور. إذا لم يكن هناك فضول، فلا توجد تطور، وبالتالي لا توجد إبداعات فنية. تتغير الألوان والرموز والأشكال، لكن أسس النهج الفني والتكوين لا تتغير تقريبًا.
م ح ث:: ما الهدف وراء عودتك للاشتغال على سلسلة اللًوحات بعد سنين؟
ثريا العلوي: لا يمكنني أن أعرف مسبقًا إلى أين يمكن أن تقودني اللوحة. يمكنني فقط معرفة أنه هناك معرض أو موضوع أود العمل عليه. هدفي هو نقل رسائلي إلى مختلف العوالم الثقافية والجغرافية، و التحسيس بالتنوع الثقافي والديني. العيش مع احترام التنوع شيء رائع. فني هو لغة عالمية.
م ح ث:: كيف يأثر سفرك المتعدد على إبداعاتك؟
ثريا العلوي: بالنسبة لي، كل رحلةٍ هي تحدي يترك بصمة أو لمسة ثقافية وعاطفية، إنها تثري شخصيتي. سأقول أن لكل بلد تقاليداً ووتيرةً خاصة، وطريقةً يرى بها العالم. فتحت لي كل رحلة أفقًا جديدًا، مما يمنحني وجهات نظرٍ مختلفةً للعالم. السفر يجعلني أشعر بالفخر ببلدي وثقافتي.
م ح ث:: ماذا يمثل لك هذا المعرض برواق ضفاف ؟
ثريا العلوي: هذه التجربة تمثل بالنسبة لي فرصة لعرض أعمالي في فضاء ذي احترافية كبيرة ومفتوح أمام الزوار المغاربة والعرب و من جميع أنحاء العالم. وهي فرصة للتعرف على رؤيتهم لفني، والذي سيسمح أيضًا بالحوار بين العالم الغربي والعالم الشرقي.