الكتابة والرسم يندمجان في إبداعات سمية الريسوني، تنضم الألوان إلى هذا التركيب في خطوط متراقصة. كالنوابض، خلقت هذه العناصر مزيجاً من الأشكال التي تستخدمها الفنانة من أجل الاستفزاز والتعبير عن نفسها وتمرير الرسائل.
لقاء
Fh2mre: كيف أصبحتِ فنانة؟
سمية الريسوني: منذ سن مبكرة، كنت مفتونةً بتصميم وتركيب الخزف التقليدي وكذلك الأنشطة الفنية. أصبحت شغوفةً بهذا العالم لدرجة أنني قررت متابعة دراسات في المجال الفني.
Fh2mre: لماذا تختارين الهجرة كمجال للإبداع؟
سمية الريسوني: لم أختر هذا الموضوع كمجال للإبداع، بل أسعى إلى فهم بيئتي والمرأة المهاجرة في داخلي ذات الأصول المغربية، وذلك من خلال تفكير عميق يُعبر عنه بطريقة فنية.
Fh2mre: هل لديك أي مواضيع أخرى مفضلة؟
سمية الريسوني: هناك العديد من المواضيع الشيقة جدًا التي يمكن أن تصبح موضوعًا للإبداع الفني، مثل التغير المناخي، والغذاء، والإسلاموفوبيا ووضع المرأة … ولكن لإجراء بحث فني، عليك أن تكون متحمسًا وأن تستثمر بشكل شخصي في هذا البحث الذي يجب أن يكون مستمرا.
Fh2mre: ما هو مفهومك عن الفن؟
سمية الريسوني: الفن شكل من أشكال التعبير الإنساني يشمل مجموعة واسعة من الأساليب والتقنيات والمعاني. يمكن تقديرها لجمالها وابتكارها وتأثيرها العاطفي أو الفكري وقدرتها على تحفيز التفكير والمناقشة.
Fh2mre: كيف تنقلين رسائلك من خلال الفن؟
سمية الريسوني: استخدمت رموزًا لتمثيل أفكار أو مفاهيم مجردة، وأيضًا استعارات تسمح بخلق وتوليد انعكاس عميق عند المشاهد، كما أستدعي أيضا الاستفزاز والاحتجاج. يساعدني الفن في طرح أسئلة مختلفة حول الأعراف الاجتماعية أو السياسة أو الجوانب الثقافية الأخرى الراسخة. يمكن أن يكون هذا النهج تصادميًا، لكنه يهدف إلى إثارة التفكير النقدي والتحريض على التغيير.
Fh2mre : الرسم والكتابة يستخدمان لتمرير الأفكار، ما هي مكانة الألوان في أعمالك؟
سمية الريسوني: بالنسبة لي الرسم هو شكل من أشكال الكتابة المرئية تتكون أبجديتها من نقاط ودوائر وخطوط. هذه العناصر الثلاثة تخلق عددًا لا نهائيًا من الأشكال المرئية. ومع ذلك، فالألوان مثل النوتات الموسيقية، يمكنني نقل موسيقى متناغمة بألوان مُكملة أو صرخات بضربات الفرشاة. أخيرًا، أترك دائمًا حدسي يقرر اللون الذي يجب أن أستخدمه في الأشكال أو في المساحات.
Fh2mre: من هم الفنانون الذين يلهمونك؟
سمية الريسوني: الفنانين الذين ألهموني هم، فريدة كاهلو لرمزيتها في التعبير التشكيلي الذي ينبع من أعماق روحها، وشيرين نشاط في مؤلفاتها الفوتوغرافية التي تتناول مسألة هويتها في السياق الاجتماعي والسياسي لبلدها الأصلي، والشعيبية طلال لعفوية الأشكال والألوان المستخدمة لتقديم عالم بكل تعقيداته ولكن برؤية بسيطة ونقية وأصيلة، وكذلك الكاتبة فاطمة المرنيسي التي تناولت قضية المرأة المغربية المسلمة من نواة الأسرة والتي حللت وانتقدت الحريم السياسي والحريم الغربي.
Fh2mre: ماذا يعني لك هذا المعرض برواق ضفاف؟
سمية الريسوني: أن أعرض أعمالي برواق ضفاف هو لقاء مع جزء من هويتي ويشعرني بأنني جزء من فسيفساء فنية هائلة من المغرب المعاصر.