حنان الإبراهيمي ممثلة مغربية، رسخت في عقول وقلوب المغاربة بأدوارها المميزة في العديد من الأفلام والمسلسلات التي أبدعت من خلالها… اليوم هي تعتبر من بين المغاربة المقيمين بالخارج والذين يمثلون المغرب أحسن تمثيل في الديار الأمريكية.
FH2MRE : هل يؤثر استقرارك بالديار الأمريكية على حضورك في الأعمال الفنية بالمغرب؟
حنان الإبراهيمي: اكيد استقراري بالديار الامريكية، يؤثر بشكل سلبي وكبير على حضوري على الساحة الفنية، وذلك لان الجهات المنتجة يفضلون التواصل مع من هم في عين المكان، لان أحيانا يؤجل التصوير او لأسباب ما.. ولكني ألبي رغبة من يرغب بحضوري بشكل شخصي في العمل.. وأحاول الاستمرارية ولو بعمل في السنة.
FH2MRE : هل لديك أعمال فنية في المستقبل بالمغرب؟
حنان الإبراهيمي: لا زلت أنتظر بث التلفزي “تحدي” من إخراج الصديقة فاطمة الجبيع، كما تم بث مؤخرا فيلم “نزهة عائلية” على القناة الاولى، وأتمنى أن أكون حاضرة هذه السنة بأحد الاعمال.
FH2MRE : ما هي الصعوبات التي واجهتها في التأقلم مع المجتمع الأمريكي؟
حنان الإبراهيمي: صعوبات كثيرة في البداية، ذلك راجع لأني انتقلت للعيش بالديار الأميركية في سن الثلاثين، فصعب التأقلم بسهولة، أن تنتقل للعيش في مكان آخر وتخلف ورائك كومة من الذكريات والاصدقاء والعائلة، والتوقف عن كل شيء كان يمتعك في حياتك السابقة، حياة جديدة وعالم جديد، لم تكن التجربة هينة في البداية، مجتمع جديد ولغة أخرى، للتأقلم كان يجب علي العمل، بما أن المجتمع هو مجتمع العمل، وكذلك للتخفيف من حدة الملل، ثم بعد ذلك جاءت ابنتي الاولى وبعد ثلاث سنوات ابنتي الثانية.. ملأتا حياتي، فأصبح وجودي في هذا البلد له طعم آخر.
FH2MRE : ما هي مميزات وسلبيات الإقامة في أمريكا؟
حنان الإبراهيمي: حتى لا أكون جاحدة هناك عدة مميزات، أولها عائلتي الصغيرة التي أصبحت أولويتي، المجتمع الامريكي هو مجتمع الفرص، يكفي ان تكون طموحا لتصل الى أبعد الحدود، ليس هناك “باك صاحبي” او دينك و عرقك، الجميع يحظى بنفس الامتيازات و الفرص، حتى ان كانت هناك عنصرية فهي ليست بادية بشكل كبير، هنا لا مجال للتظاهر و التفاخر، الكل يعمل و الكل في حال سبيله و الكل يعيش ببساطة. هناك طبعا المدارس و المستشفيات التي للأسف غالبا ما تكون السبب الرئيسي للهجرة، الناس لطفاء، حتى و إن كانوا ينافقون، هم دائما يبتسمون في وجهك و يلقون التحية حتى و إن لم تكن تعرفهم.. أما السلبيات بالنسبة لي فهي العيش بعيدا عن الاهل والاصدقاء وعملي الذي أحبه بشكل كبير، رائحة تراب البلد وألوان البلد التي تزرع في قلبي وحتى في وجهي فرحة لا تضاهيها فرحة، المغرب جميل ويعيش في قلبي في كل نبضة.. للأسف هناك أشياء لا نستطيع إخفاءها، و”ندركو الشمس بالغربال”.. من السلبيات أيضا مهما اندمجت فأنت تحس بانك غريب ودائما تراودك الرغبة بالعودة والاستقرار ببلدك.
FH2MRE : كيف تمزج حنان في تربية أبنائها بين ثقافتين مغربية وغربية؟
حنان الإبراهيمي: انا حريصة على التمسك بهويتي المغربية والإسلامية، ربما أكثر مما لو كنت أعيش بالمغرب.. أحرص على الذهاب للمغرب كلما أتاحت الفرصة، وزرع ذكريات جميلة في ذاكرة بناتي، أتحدث اليهما بالدارجة المغربية كل الوقت، أحتفل بالأعياد الدينية بشكل يجعلها راسخة في ذاكرتهما، حيث أوفر كل الطقوس من أكل مغربي وملابس تقليدية وبخور وهدايا، يذهبان كل يوم أحد للمسجد حتى يتعلما بعض شعائر الدين واللغة العربية، مشكورين من وفرو هذه الخدمة.. كذلك شهر رمضان، أزين المنزل وأجعلهما يحسان أن هذا الشهر مميز وكله فرح.. وفي نفس الوقت هما مندمجتان في المجتمع الامريكي، يتقبلان الاختلاف ويفرضان اختلافهما العرقي والديني.
FH2MRE : هل تنشط حنان في مجالات أخرى غير الفن؟
حنان الإبراهيمي: للأسف ليست لدي نشاطات كثيرة هنا، وقتي مكرس لتربية بناتي والاهتمام ببيتي، أحيانا ألبي بعض الدعوات لحضور بعض الانشطة التي تخص الجالية المغربية المقيمة هنا.
FH2MRE : كواحدة من المغاربة المقيمين بالخارج … هل الهجرة قرار إيجابي أم سلبي ولماذا؟
حنان الإبراهيمي: للهجرة سلبيات وايجابيات كما ذكرت في أجوبتي السابقة، الناس هنا يبحثون عن العيش الكريم، من خلال وفرة فرص العمل وأشياء أخرى أساسية.. لكن أعتقد أن الجميع تراوده فكرة الرجوع يوما ما، حالمين بمغرب أفضل، وأظن أن رسالتي واضحة.