اهتم كمال دائمًا بالتفاصيل الصغيرة بأسلوبه في اللباس. على رغم من استقراره ببولندا منذ سنين بعيداً عن أرض الوطن، لم ينبهر كمال بالثقافة الخارجية، بل ظل متعلقا بالتراث المغربي، وأنشأ علامة تجارية تحتفل بأصوله المغربية. نجح كمال في الجمع بين جمال التراث المغربي وخصائص الفخامة، والتعريف بالثقافة المغربية على الصعيد الدولي.
FH2MRE : ما هو مسارك؟
كمال جاهد: في سنة 2008 حصلت على إجازة في الاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة محمد الخامس في أكدال بالرباط. ذهبت إلى بولندا لمدة 6 أشهر لإجراء تدريب في التسويق بشركة متعددة الجنسيات في وارسو، بعدها عدت إلى المغرب للحصول على درجة الماجستير في التسويق الاستراتيجي، في جامعة محمد الخامس، والآن أنا مستقر في بولندا.
FH2MRE : متى بدأت رحلتك في عالم الأعمال؟
كمال جاهد: بدأت في عمل ملابس لرجال الأعمال في بولندا، بعد سنة عملت مع رجل أعمال فرنسي شجعني على إطلاق ماركة من الإكسسوارات الرجالية ووعدني بتقديم أول طلبية لأكثر من 1000 طلب لشركته وعملائه. من هناك أطلقت علامتي التجارية الأولى. في سنة 2017، أطلقت علامة تجارية متخصصة في السلع الجلدية المغربية الفاخرة، أردت من خلالها الاحتفال بالمغرب، بلد الثقافة والفن والحرف اليدوية.
FH2MRE : لماذا اخترت الانخراط في ريادة الأعمال؟
كمال جاهد: السبب الأول الحرية الكاملة. أردت أن أفعل ما أريد وقتما أريد. لم أحب العمل مع رئيس يتحكم في حياتي ويعطيني الأوامر.السبب الثاني هو الشغف. كنت أرغب دائمًا في العمل في المجالات التي تسحرني (الموضة، والرفاهية، والتدريب، وما إلى ذلك).
FH2MRE : ما هي التحديات الرئيسية التي واجهتها؟
كمال جاهد: لقد واجهت الكثير من المشاكل في بداية مغامرتي الريادية، لأنني واجهت صعوبة في العثور على الحرفيين الذين يمكنهم تشكيل الحقائب بشكل مثالي. استغرق الأمر مني شهورًا للعثور على ما كنت أبحث عنه.
على المستوى الشخصي، وخاصة بعد أزمة اللاجئين في عام 2015 في أوروبا، لاحظت ارتفاعًا مفاجئًا لما أسميه “العنصرية الصغيرة” أو العدوان الجزئي، ما شجعني أكثر على تمثيل بلدي بشكل أفضل كمغربي مقيم بالخارج. ومن هنا ولادة علامتي التجارية من السلع الجلدية.
FH2MRE : كيف خطرت لك فكرة إطلاق علامتك التجارية للمنتجات الجلدية؟
كمال جاهد: في سنة 2016، أثناء توقف في باريس، اقترب مني رجل أعمال وعرض شراء الحقيبة التي أعطاني إياها جدي في سنة 2008، بسعر 1000 يورو. لقد فهمت حينها كيف تتناسب الحرفية المغربية مع الأذواق الدولية، لذلك قررت مشاركة الحرفية المغربية للجلود مع العالم بأسره من خلال إنشاء علامة تجارية تلبي المعايير الدولية لسوق المنتجات الفاخرة.
FH2MRE : كيف تمكنت من الجمع بين التراث والفخامة في علامة تجارية واحدة؟
كمال جاهد: في خلق قيمة لعلامة تجارية فاخرة، الحرفي جزء منها.يمكننا القول إن الفخامة والحرفية يجتمعان معًا.أحاول من خلال علامتي التجارية تقديم منتجات جلدية حقيقية باستخدام مواد راقية وفاخرة، مخصصة للمتانة، مع تعزيز الحرفية المغربية.
FH2MRE : ما الذي يمثل التراث المغربي بالنسبة لك؟
كمال جاهد: التراث المغربي يمثل هذا الرابط الحميم الذي يربطني ببلدي. إن التراث المغربي هو ما يمنحني القوة والشجاعة لأقول إنني مغربي وأفتخر به. لا أخفي هويتي أبدًا لأنني خائف من أن يتم الحكم عليّ، أبدًا. أخيرًا، التراث المغربي هو ما يسمح لي بالحفاظ على هويتي سليمة حتى لو كنت أعيش في الخارج منذ 15 عامًا حتى الآن.