إن رواق ضفاف الذي دشنته المؤسسة بمعرض رشيد سبتي هو علامة دالة على أزمنة تتغير، وتحولات سريعة تشهدها الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
في وقت سابق ليس ببعيد، لم يكن بمقدور مهاجرينا، من الضفة الأخرى، إلا أن يحكوا عن الاجتثاث، والشعور بالوحدة، وقصص المعاناة، والإحباط من خلال تجربة الهجرة. في ذلك الوقت، كانت مؤسسة الحسن الثاني قد هيأت الطابق الأرضي لمقرها في شكل مركز للاستماع والدعم، وتقديم المشورة لتخفيف الشعور بالضيق، ومحاولة تقديم أجوبة لمواطنينا عن الصعوبات التي يواجهونها أو يلاقونها ببلدهم وبالخارج.
ولحسن الحظ، فقد تغير الزمن. حيث إن مغاربة الخارج قاموا بدراسات، أحيانا مرموقة، واكتسبوا تكوينات في مجالات تقنية، ومارسوا مهنا، أحيانا جد نبيلة، وتولوا مسؤوليات في مستوى عال جدا. على نحو يثبتون ويرسخون مكانتهم بشكل جلي في معظم الأنشطة المتنوعة، ابتداء من الفن، إلى السياسة، مرورا بالمالية، والتجارة، والثقافة، والعلم.ولأن مغاربة العالم أضحوا ثروة بشرية لاينضب معينها، فهم يقصون علينا مآثرهم، ومنجزاتهم، ويعطوننا فرصة لمشاهدة، وقراءة منتجاتهم الإبداعية ومواهبهم.
وبهدف مواكبة هذه التحولات، وتيسير التعبير عن هذه الثروة، فإن مؤسسة الحسن الثاني، تضع حاليا رهن إشارة مبدعينا وفنانينا المقيمين بالخارج فضاء جديدا ميسّرا للتلاقي، والتبادل، والتحاور تحت عنوان: “رواق ضفاف”.
فنعم الحدث إذن، أن يتم تدشين هذا الفضاء الجديد، بمعرض رشيد سبتي، هذا الفنان البلجيكي المغربي الموهوب، الذي يدعونا من خلال عالمه الجميل،إلى تذوق مزيج لطيف بين الجرأة والحياء. وسيتعاقب على هذا الفضاء، فنانون آخرون، من بلدان أخرى، لهم مسارات مغايرة، ويمثلون مدارس شتى. وسيحظى جميعهم بالترحيب الحار من طرف مؤسسة الحسن الثاني، وأيضا من طرف جميع أولئك الذين سيأتون لملاقاتهم.
عمر عزيمان
الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج