ندوة علمية بالرباط… تتطرق لموضوع زواج الفاتحة عند المغاربة المقيمين بالخارج
نظمت كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في 26 من فبراير 2022، ندوة علمية تطرقت إلى موضوع زواج الفاتحة لدى مغاربة العالم وتداعياته الاجتماعية والنفسية، وتهدف الندوة إلى البحث حول ما يترتب عنه هذا الموضوع في الشق الاجتماعي والنفسي، واقتراح الحلول الشرعية والقانونية والاجتماعية للحد من تنامي الظاهرة وذلك بحضور مسؤولين حكوميين وخبراء قانونيين وأساتذة جامعيين بالإضافة إلى فاعليين جمعويين.
الندوة العلمية التي نظمت على مدى يومين حول موضوع “زواج الفاتحة بين الفقه والقانون والمجتمع”، تطرق المشاركون بها إلى زواج مغاربة العالم بالفاتحة، وإلى أسباب لجوئهم إلى هذا النوع من الزواج، سواء تلك المتعلقة بتسوية الوضعية القانونية ببلاد المهجر أو من أجل تعدد الزيجات في تحايل واضح على القانون.
نادية يقين، الإعلامية والباحثة في قضايا المرأة والهجرة بألمانيا، كانت من بين الفاعليين الذين ناقشوا الموضوع في الندوة عبر تقنية الفيديو، والتي أفادت أن زواج الفاتحة أو الزواج العرفي كما يطلق عليه في العديد من الدول الأوروبية، يتم مباركته من طرف بعض الأئمة في المساجد المشرقية، في حين أن المساجد المغربية في أوروبا تنخرط بشكل كبير في منع مثل هذا النوع من الزواج، التي تكون المرأة في غالبية الأحيان الضحية الأولى فيه.
كما أضافت نفس المتحدثة، أن الزواج العرفي ليس بالظاهرة الجديدة لدى مغاربة العالم، رغم المجهودات المبذولة من أجل الحد منها، نظرا لما يترتب عنها من مشاكل نفسية واجتماعية، بالإضافة إلى أن زواج الفاتحة لا يكتسي الصبغة القانونية وإن كان أمام الشهود وموافقة الطرفين.
وعلى نفس المنوال، أعرب محمد عسيلة، أستاذ باحث في علم الاجتماع بألمانيا، في مداخلته حول موضوع زواج الفاتحة وأشكاله وأضراره في سياق الهجرة (ألمانيا نموذجا)، على أن زواج الفاتحة في الدول الأوروبية، هو بالنسبة لهم كطريقة من أجل السعي لا يجاد البديل للأسرة في بلاد المهجر، ومحاولة الاندماج وكذا منفذ للهروب من الإقصاء والعنصرية والشعور بالاغتراب ونمو الإسلاموفوبيا.
وأكد محمد عسيلة، أن معالجة هذه الإشكالية تأتي باتباع منهج متدرج ومتداخل، يجمع البعد المفاهيمي والفقهي والتشريعي – القانوني، وكذا البعد الديني والتديني والتاريخي والإبستمولوجي والنفسي، مع الأخذ بعين الاعتبار الضغط النفسي والمعنوي للفتيات المغربيات في دیار المهجر اللائي يلجأن إلى زواج الفاتحة، ودعا في الأخير إلى محاولة نشر الوعي عن طريق المساجد والجمعيات المتواجدة في الديار الأوروبية من أجل مواكبة النساء المتزوجات بالفاتحة ودعمهن قانونيا ونفسيا.
داعيا في السياق ذاته إلى نشر الوعي وتفعيل دور المجتمع المدني داخل المساجد والجمعيات لمواكبة هذه الفئة من النساء قانونيا ودعمهن نفسيا.