رجل الأعمال المغربي طه بوقديب، أحد مغاربة العالم الذين وضعوا بصمتهم من خلال إنشاء أول علامة تجارية للشاي الفاخر تجمع بين ثقافات الشاي المختلفة في جميع أنحاء العالم. فضوله وطموحه وابتكاره، هو السر وراء هذا النجاح، تمكن طه من تمييز علامته التجارية من خلال النكهات الأصلية مع إضافة لمسة مغربية إليها.
FH2MRE : ما هو مسارك؟
طه بوقديب: ولدت وكبرت في مدينة الرباط حتى حصلت على شهادة البكالوريا، ثم انتقلت إلى باريس لمواصلة تعليمي العالي. درست القانون وعملت بدوام جزئي في محلات للمأكولات. لقد وقعت في حب فن الطهي والمنتجات الفاخرة، ولذا قررت أن أكرس حياتي لهذا المجال الذي أصبح فيما بعد شغفي.
FH2MRE : من أين أتى طموحك للدخول إلى عالم الأعمال؟
طه بوقديب: منذ أن كان سني 15 عامًا، كنت مهتمًا بالتجارة، نظرا لعمل أحد أفراد عائلتي في قطاع السلع.
عشت بين المغرب وفرنسا، وهما دولتان لديهما ثقافات ومأكولات مختلفة للغاية. في المغرب على سبيل المثال، يعتبر الشاي أشهر مشروب في البلاد، فهو رمز للضيافة والكرم بين المغاربة. من ناحية أخرى، في فرنسا، يستهلك كبار السن الشاي بشكل أساسي. لم أتفق مع هذه الفكرة، بل أجد أن الشاي يستحق مكانة أكثر تميزًا ويجب أن يتمتع به الجميع. لذلك، قررت تشكيل الشاي لإدخال نوع جديد من المفاهيم: الرفاهية “القابلة للتحقيق”. كنت أرغب في تقديم تجربة خاصة لعملائنا حيث يمكنهم الشراء بسعر منخفض والحصول على تجربة عملاء فاخرة.
FH2MRE : كيف خطرت لك فكرة الدخول إلى سوق الشاي؟
طه بوقديب: خلال طفولتي في الرباط، عشت مع عائلتي بجوار السفارة الصينية، وغالبًا ما كانوا يقدمون لنا الشاي الصيني خلال الأعياد الصينية. بعد انتقالي إلى باريس، وعندما عملت في قطاع الشاي، بدأت أفهم وأميز بين أنواع الشاي المختلفة، ثم بدأت في السفر لاكتشاف حقول الشاي المختلفة في الصين والهند واليابان. انتقلت من محب للشاي إلى محترف شاي لديه معرفة أعمق بهذا المشروب النبيل ومصادره.أصبحت متحمسًا جدًا لتقديم أفضل أنواع الشاي في العالم، ولذا انتهزت الفرصة لإنشاء منتج جديد متخصص وفاخر. قررت تقديم الشاي بطريقة جديدة، معدة بشكل مختلف تمامًا عن التقاليد المعروفة في آسيا منذ آلاف السنين.
FH2MRE : أخبرنا عن ماركات الشاي والقهوة الخاصة بك.
طه بوقديب: بالنسبة لعلامة التجارية للقهوة، فهي توفر للعملاء فرصة فريدة للسفر حول العالم من خلال أكوابهم لاستكشاف المحاصيل من أكثر من 30 دولة تشتهر بإنتاج القهوة، ومنحهم نطاقًا أوسع الاختيار، دون التضحية بالجودة أو النكهة. لدينا علامة تجارية عالمية للشاي الفاخر تأسست في سنغافورة في سنة 2008، للاحتفال بالتاريخ العريق للبلاد كمركز تجاري للشاي الفاخر والتوابل ومنتجات الأبيقوري. بصفتنا علامة تجارية ولدت في آسيا وصنعت لجمهور عالمي، فقد سعينا إلى جلب أفضل أنواع الشاي في العالم. نحن نتوفر على أكبر مجموعة مختارة من أنواع الشاي في العالم مع أكثر من 1000 نوع من الشاي، بما في ذلك الشاي المنفرد وشاي الحصاد الفاخر والخلطات الخاصة من 47 دولة منتجة للشاي.
FH2MRE : من أين جاء شغفك بالشاي والقهوة؟
طه بوقديب: أعمل بكل فخر وشغف في اختيار وإنتاج كل شاي أو قهوة في مجموعاتنا، وهذا يميزنا عن العلامات التجارية الأخرى في السوق. على غرار الطريقة التي يراقب بها مصمم الأزياء أو صانع العطور عملية الإنتاج عن كثب والعاطفة التي يتبعونها مع كل قطعة يصدرونها، أضمن أن شاينا يتم حصاده دائمًا طازجًا من حدائق ذات مصدر استثنائي، وممزوج بعناية فائقة مع الزهور والفواكه والتوابل من جميع أنحاء العالم.
FH2MRE : هل واجهت أي صعوبات في رحلتك الريادية؟
طه بوقديب: كانت الأزمة المالية لسنة 2008 بالتأكيد مفاجأة كبيرة. افتتحنا حينها أول متجر لنا في “ريبابليك بلازا” في قلب المنطقة التجارية المركزية بسنغافورة. إلا أنها لم تمنعنا من الاستمرار في خطتنا الأصلية وبعد أقل من عام افتتحنا موقعنا الثاني في سنغافورة ثم اليابان والولايات المتحدة. لم نفقد أبدًا دافعنا أو طموحنا، وأعتقد أن هذا التصميم على عدم التشكيك في أنفسنا قد منحنا المزيد من الفرص للنجاح. وبالمثل، واجهت خطط توسع مشروع القهوة، تحديات بسبب جائحة كوفيد 19 في سنة 2020. لحسن الحظ، في السوق حيث كان الجميع يتراجعون، رأينا فرصًا تجارية ومضينا قدمًا بلا تهاون. أعطى هذا مزيدًا من الثقة لفريقنا وكذلك لشركائنا في العمل. لقد فاق نمو وتوسع المشروع خلال هذه الفترة توقعاتنا.
FH2MRE : هل تدخلت ثقافة الشاي المغربية في علامتك التجارية ؟
طه بوقديب: إن المغرب ليس فقط بلد التقاليد والشاي، بل هو أصلي أيضًا! لذلك، كان من المهم بالنسبة لي أن آخذ ذلك في الاعتبار عند إنشاء خلطات شاي مميزة مثل شاي الصحراء المغربي وشاي النعناع المغربي والنعناع المراكشي، كل منها يعكس جمال ثقافة المغرب وتراثه.
اليوم، أينما كنت في العالم، يجب أن أتناول كأس الشاي المغربي بالنعناع بعد كل وجبة.
FH2MRE : هل لديك أي مشاريع مستقبلية؟
طه بوقديب: أخطط لمواصلة تنمية مشاريعي والوصول إلى المزيد من أسواق القهوة والشاي في الصين وأوروبا وأمريكا الشمالية في السنوات القادمة، ونقل هذه المعرفة من الشرق إلى الغرب.